اقـــتصادمحلي

الدويري يغرّد في معركتين

الدويري يغرّد في معركتين

الخبير العسكري الاستراتيجي الأردني اللواء فايز الدويري

كتب: عبدالحافظ الهروط 

من مدرسة وميادين الجيش العربي ( الجيش الأردني) الذي غادره جسداً ولم يفارقه روحاً، تعلّم كل علوم العسكريةوفنونها، وبما فيها من انضباطية وخُلق وانتماء وطني وعروبي، حيث خرج الينا الباشا فايز الدويري من شاشة الجزيرةالشهيرة، وقد اختطفته ووضعته “أسيراً”.

الدويري يقاتل بـ”الحجة الدامغة” على جبهتين، إعلامية وعسكرية، وبكل فهم عسكري متقدم وصدقية عالية، وثقة تعكستربية الجندي الأردني المحترف، بعيداً عن التشدق والتملق و”الإفتاء” في التحليل والتعليق وحب الظهور ، وخاصة أنهيتحدث من مؤسسة إعلامية اختزلت سنوات التأسيس والعراقة التي سبقتها اليه قنوات التلفزة العالمية، لتكون الجزيرةفي مقدمة الإعلام العالمي.

إن من أصعب الأمور  على المتحدث في مجال الإعلام أن يكون دقيقاً ونزيهاً وحيادياً في آن واحد، عندما يأتي حديثه فيمؤسسة تنتهج الاستقلالية في البث، وإطلاق العنان بحرّية التعبير، محاوِلة العمل بحيادية إلى حد بعيد، فكيف إذا ماكان هذا النزاع يقوده عدو يناصب الأمة العربية والإسلامية، ودول أخرى، العداء، فيما الطرف المقابل  ينتمي لهذه الأمة؟

الدويري ما يزال “نجم الشاشة” بين المتحدثين في المهمة التي كلفته بها “الجزيرة” فهو بخبرته العسكرية الواسعةواجتهاده المستمر في استقاء المعلومات والدراسات في المجال العسكري ومتابعته للتطورات المتسارعة في الإنتاجالحربي،ومسيرته العلمية التي اكتسبها في الدورات الدولية، وعمله الأكاديمي في الجامعات، كل هذه “الزوّادة” وهذه  “الأسلحة” اعتدنا كمشاهدين ومتابعين للحرب التي يشنها العدو الصهيوني ومن يشاركه ويمده باحدث وأخطرالذخائر  ، أقول اعتدنا أن نسمع “قعقعتها” من الباشا الدويري، وهو المتحصن بأسلحته بكل تواضع واحترام للعقول،وليس للاستعراض.

 

نعم، “الدويري يغرّد ويردّد” بحكمته وبحقائق ووقائع الحرب على الأرض، بأن المواجهة المفصلية بين العدو الصهيونيوحركة حماس التحررية والجهادية، ليست نزهة كما ظنتها القيادة الاسرائيلية التي أخذها النازي نتانياهو إلى الجحيم” والذي لم تجد طائراته ومدافعه وقنابله وأسلحته المحرمة، سوى الانتقام من الشعب الأعزل بتلك المجازر والتدميرلكل مرافق الحياة.

صدق الدويري بما يروي، وبهذا سطع  إعلامياً وهو يقنع المشاهد بما يحدث، وسطع عسكرياً من حيث التحليلوالتوصيف، حال الناطق المتألق  باسم كتائب القسام” أبو عبيدة” الذي الهم بأدائه وهدوئه، المشاهدين لينحازوا إلىالمقاومة في صمودها الأسطوري وقضيتها العادلة، فيما سقطت اسرائيل أخلاقياً، وباتت محاكمة نتانياهو والزج به فيالسجن، حاضرة بقوة، باعتباره ومن معه مجرمي حرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى